الداعية كريم فؤاد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 45
تاريخ التسجيل : 03/03/2019
https://karemfouad.ahlamontada.com

زوجة أيوب صبرت على زوجها وباعت شعرها في محنة مرضه Empty زوجة أيوب صبرت على زوجها وباعت شعرها في محنة مرضه

الثلاثاء مارس 05, 2019 2:24 pm
زوجة أيوب صبرت على زوجها وباعت شعرها في محنة مرضه 8

قص القرآن الكريم، رواية نبي الله أيوب، وأعلن فيها معالم الصبر التي كان نموذجًا للبشر من بعده، كما قص رواية زوجة أيوب عليه السلام مرتين دون

أن يذكر اسمها، وكلتاهما جاءتا في سياق الجديد عن أيوب، وذُكرت فيهما بصفتها “أهله”، أي قرينته.

صرح الله سبحانه وتعالى: “وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ

مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ”

وأتت الآية الثانية في قوله تعالى: “وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”

وأوضح المفسرون أن زوجة أيوب كانت تسمى “رحمة”، وقد كانت حفيدة النبي يوسف عليه السلام، وفي اسمها خلاف نحو المفسرين، فيُأفاد أنها “ليا”،

فتاة يعقوب، ويقال إن اسمها كان “ناعسة”، ويُرجح المفسرون أن اسمها كان “رحمة” أو “رحيمة فتاة أفرائيم بن يوسف بن يعقوب”.

رحمة زوجة أيوب كانت وفية مخلصة لزوجها، عاشت معه وفية بوفاء في السراء والضراء، وصبرت على فقر ومرض قرينها، ووقفت بجانبه ولم تتخل

عنه لحظة في أعقاب ابتلائه، حتّى أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بالشفاء، وأعاد إليه سلامته وماله.

وقد كان الله سبحانه وتعالى قد أنعم على أيوب بنعم كثيرة في الدنيا، فكان لديه أراضي واسعة بالشام، وأنعم الله عليه بالمال والولد، وأسبغ عليه من الصحة

والعافية فكانت النعمة تامة على أيوب.

اختبر الله أيوب ليضرب المثل لعباده بأن النعمة لا تدوم، فيعلم الشكور للنعمة والصابر على زوالها، فقد زال كل ماله، ومات كل أبناءه، وأصيب

بالأمراض، فاعتلت سلامته وهزل جسده، وظل يعانى من أوجاع الفقر، وعذاب الداء والوحشة، فقد بات بدون ابن ولا شقيق ولا صديق، فقد توفي أبناؤه

وتخلى عنه الأهل والأصدقاء في أعقاب ابتلائه.

إلا أن قرينته “رحمة” هي الوحيدة التي وقفت بجانبه بوفاء وصبر تواسيه وتشد من أزره وتحثه على الصبر، وتخفف عنه أوجاع الداء، وترفع من روحه

المعنوية، وتخدمه وتحمد الله معه، وأيوب لا يفتر عن أوضح الله العلي، مع ما به من ضر وبلاء.

وقد كانت تحاول للاستحواز على رزقها ورزق قرينها بكفاحها وعملها وعرق جبينها وكد يمينها، وقيل إنها كانت تعمل في أقسى الأفعال وأشقها، وفى

الممارسات التي لا تناسب مكانتها الفائتة، ولكن كلها كانت شريفة لا تمس شرفها، وقد كانت تضطرها شدة الاحتياج إلى التسول وسؤال الناس، وقد

ألجأتها شدة الاحتياج حتّى تجذ شعرها وتبيعه للاستحواز على طعام بسعره لزوجها.

“رحمة” زوجة أيوب كانت جميلة فتعرضت لمضايقات العديد وإغرائهم لها بالمال والهدايا الثمينة، ولكنها كانت عفيفة شريفة حرة؛ فتردهم في حزم

وصرامة، وقد عرض واحد من الرجال الأثرياء الأقوياء ممن يتمتعون بتأثير قوي وجاه وسطوة الزواج على رحمة وتركها لأيوب المبتلى الذي بات لا يقوى



على الحركة، لكنها صدته بعنف وحزم ورفضت ذلك العرض السخي في إباء وشمم، وفضلت الإخلاص على ذلك الإغراء.

ولكن في أعقاب كل ذلك لماذا توعدها أيوب في محنته أن يضربها مائة سوط؟

صرحت لزوجها ذات يوم: “ادع الله يا رجل أن يقوم برفع عنك الضر، ويمن عليك بالشفاء”، فقال لها أيوب: “والله يا امرأة إني لأستحي من ربي أن أطلب منه

هذا، وهو العليم المتمرس وصاحب الخبرة بحالي وبشئون عباده، ولو شاء لإعلاء الداء عني…”، ثم كرّرت عليه طلبها مرار، فغضب من إلحاحها، وظن أن إيمانها بالله قد

تضاؤل، وصبرها على نوائب الزمن قد نفد، فأنذرها: إن شفاه الله من مرضه، وأخرجه من محنته، وأعاد إليه سلامته وقوته ليضربنّها مائة سوط، وعزم ألا

يأكل من يدها طعامًا، ولا يذوق شرابًا، ولا يطلب منها شيئًا، حتى يحكم الله طلب منه.

وبات أيوب عليه السلام وحيدًا، فتفاقمت آلامه وأوجاعه الجسمية والنفسية، وأصبح وحيدًا لا مُؤنس له، فدعا ربه في لحظة ضيق ويأس وضعف،

ونادى ربه قائلًا: “أني مسّني الضر وأنت أرحم الراحمين”، فاستجاب له ربه وأعلن ما به من ضرّ: “وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى

للعابدين”، وأوحى الله إليه: “اركض برجلك ذلك مغتسل منخض الحرارة وشراب”.

فاغتسل أيوب بالماء، وشرب كما طلب منه ربه، فعافاه الله من مرضه، وأعاد له الشدة والصحة والجمال، فلما رأته قرينته “رحمة” أنكرته ولم تعرفه، ولكنها

حين أتت عليه وتحادثا عرفته، وأخذت تبكي لله إمتنانًا له بأن منّ على قرينها بالشفاء، فنظر إليها قرينها معاتبًا إياها على إلحاحها، ثم احتار كيف يبرّ

بقسمه ويضرب المرأة التي حنت عليه ورعته في مرضه، وصبرت على ابتلائها معه، فأوحى إليه الله سبحانه وتعالى بفتوى يبرّ بها قسمه، فقال له: “وَخُذْ بِيَدِكَ

ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ” (ص 44).

وبالتالي جازاهما الله سبحانه وتعالى على صبرهما في محنتهما، وأحسن لهما العقوبة، وردّ عليهما المال، ورزق نبيه عليه السلام من البنين مثل ما كان يملك،

وهذا مصداق لقوله تعالى: “وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ” (ص 43).

الى هنا قد وصلنا الى خاتمة المقالة اذا اعجبك الموضوع لاتبخل علينا بمشاركتة على منصات التواصل الالكترونية ليستفيد

الغير كما نرجو التسجيل بقناة الموقع على اليوتيوب بالكبس هنا وايضا الاشتراك بالموقع لتحميل الملفات المخصصة بالاعضاء

وفي الخاتمة لا أملك لكن أقول أنني قد عرضت رأيي وأدليت بفكرتي في ذلك الموضوع لعلي أكون قد وفقت في كتابته والتعبير

عنه وفي النهايةً ما أنا سوى بشر قد أخطئ وقد أصيب فإن كنت قد أخطأت فأرجو مسامحتي وإن كنت قد أصبت فهذا كل ما أرجوه من الله عزوجل
الرجوع الى أعلى الصفحة
مواضيع مماثلة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى