قصة أصحاب الكهف
الثلاثاء مارس 05, 2019 3:33 pm
كان أصحاب الكهف بقرية يعبد أهلها وملكها الأصنام وآله أخري بلا الله عز وجل وقد حدثت حكاية أصحاب الكهف في موضع وزمان غير معروفين
ولم يرِد ذكرهم في القرآن الكريم لحكمته سبحانه وتعالى .
وفي ذلك المجتمع التالف ظهر عدد من الفتيه الذي آمنوا بالله تعالى هداهم الله إلى سبيل الرشاد والصلاح
ورفضوا السجود لغيره عز وجل ولما كان هؤلاء الفتية خائفين وجلين قرروا الذهاب للخارج بعيدا عن قوم قريتهم
والفرار منهم خشية السقوط بالفتنة واتخذ هؤلاء الشبان كهفا إختاره الله عز وجل
وعندما دخلوه جلس كلبهم الذي رافقهم على الباب ليحرسهم وهنا حدثت المعجزة الكبري
حيث أنامهم الله مدة طويلة ثلاثة مائة وتسعين أعوام يقلبهم من جنب إلى الآخر
شاهد ايضاً : https://www.karemfouad.com/%D9%82%D8%B5%D8%B5/%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%A1
كما أفاد تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ
وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا)
حتى أحياهم الله مرةً أخرىن وعندما استيقظوا أفاد بعضهم أنهم لبثوا يومًا أو بعض يوم وشعر الفتية بالجوع
فبعثوا واحد من منهم إلى المدينة ليشتري لهم بعض الغذاء وهم يجهلون المدة التي لبثوها
وقد كانت المفاجأة الكبرى حيث تحول جميع الأشياء خلال رقودهم هذه المدة الطويلة
وتبدلت أوضاع القرية وأهلها وحاكمها الظالم الذي كان يهددهم بالقتل إذا لم يعودوا عن دينهم
كما أن أهل المدينة استنكروا شكل الفتى ومظهره ولباسه ودراهمه التي كان يحملها
فبعثوا به إلى الملك خوفاً من أن يكون جاسوساً، وهنا ذهب مع الملك إلى الكهف
ودخل على إخوانه وأخبرهم بالمدة التي رقدوها بدون طعامٍ أو شرابٍ، ويقال إنّهم ماتوا في أعقاب هذا وبقوا في الكهف.
الآيات التي وردت بها رواية أصحاب الكهف
(أَم حَسِبتَ أَنَّ أَصحابَ الكَهفِ وَالرَّقيمِ كانوا مِن آياتِنا عَجَبًا ﴿٩﴾
إِذ أَوَى الفِتيَةُ إِلَى الكَهفِ فَأفادوا رَبَّنا آتِنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً وَهَيِّئ لَنا مِن أَمرِنا رَشَدًا ﴿١٠﴾
فَضَرَبنا عَلى آذانِهِم فِي الكَهفِ سِنينَ عَدَدًا ﴿١١﴾
ثُمَّ بَعَثناهُم لِنَعلَمَ أَيُّ الحِزبَينِ أَحصى لِما لَبِثوا أَمَدًا ﴿١٢﴾
نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ نَبَأَهُم بِالحَقِّ إِنَّهُم فِتيَةٌ آمَنوا بِرَبِّهِم وَزِدناهُم هُدًى ﴿١٣﴾
وَرَبَطنا عَلى قُلوبِهِم إِذ قاموا فَأفادوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالأَرضِ لَن نَدعُوَ مِن دونِهِ إِلـهًا لَقَد قُلنا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾
هـؤُلاءِ قَومُنَا اتَّخَذوا مِن دونِهِ آلِهَةً لَولا يَأتونَ عَلَيهِم بِسُلطانٍ بَيِّنٍ فَمَن أَاستمرَمُ مِمَّنِ افتَرى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾
وَإِذِ اعتَزَلتُموهُم وَما يَعبُدونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأووا إِلَى الكَهفِ يَنشُر لَكُم رَبُّكُم مِن رَحمَتِهِ وَيُهَيِّئ لَكُم مِن أَمرِكُم مِرفَقًا ﴿١٦﴾
وَتَرَى الشَّمسَ إِذا طَلَعَت تَزاوَرُ عَن كَهفِهِم ذاتَ اليَمينِ وَإِذا غَرَبَت تَقرِضُهُم ذاتَ الشِّمالِ وَهُم في فَطقسَةٍ مِنهُ ذلِكَ مِن آياتِ اللَّـهِ
مَن يَهدِ اللَّـهُ فَهُوَ المُهتَدِ وَمَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُبخِدًا ﴿١٧﴾
وَتَحسَبُهُم أَيقاظًا وَهُم رُقودٌ وَنُقَلِّبُهُم ذاتَ اليَمينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلبُهُم باسِطٌ ذِراعَيهِ بِالوَصيدِ لَوِ اطَّلَعتَ عَلَيهِم لَوَلَّيتَ مِنهُم فِرارًا
وَلَمُلِئتَ مِنهُم رُعبًا ﴿١٨﴾
وَكَذلِكَ بَعَثناهُم لِيَتَساءَلوا بَينَهُم صرحَ قائِلٌ مِنهُم كَم لَبِثتُم صرحوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ أفادوا رَبُّكُم أَعلَمُ بِما لَبِثتُم فَابعَثوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُم
هـذِهِ إِلَى المَدينَةِ فَليَنظُر أَيُّها أَزكى طَعامًا فَليَأتِكُم بِرِزقٍ مِنهُ وَليَتَلَطَّف وَلا يُشعِرَنَّ بِكُم أَحَدًا ﴿١٩﴾
إِنَّهُم إِن يَظهَروا عَلَيكُم يَرجُموكُم أَو يُعيدوكُم في مِلَّتِهِم وَلَن تُفلِحوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾
وَكَذلِكَ أَعثَرنا عَلَيهِم لِيَعلَموا أَنَّ وَعدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السّاعَةَ لا رَيبَ فيها إِذ يَتَنازَعونَ بَينَهُم أَمرَهُم فَصرحُوا ابنوا عَلَيهِم بُنيانًا رَبُّهُم أَعلَمُ
بِهِم أفادَ الَّذينَ غَلَبوا عَلى أَمرِهِم لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيهِم مَسجِدًا ﴿٢١﴾
سَيَقولونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُم كَلبُهُم وَيَقولونَ خَمسَةٌ عمِسُهُم كَلبُهُم رَجمًا بِالغَيبِ وَيَقولونَ سَبعَةٌ وَثامِنُهُم كَلبُهُم قُل رَبّي أَعلَمُ بِعِدَّتِهِم ما
يَعلَمُهُم إِلّا قَليلٌ فَلا تُمارِ فيهِم إِلّا مِراءً ظاهِرًا وَلا تَستَفتِ فيهِم مِنهُم أَحَدًا ﴿٢٢﴾
وَلا تَقولَنَّ لِشَيءٍ إِنّي فاعِلٌ ذلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾
إِلّا أَن يَشاءَ اللَّـهُ وَاذكُر رَبَّكَ إِذا نَسيتَ وَقُل عَسى أَن يَهدِيَنِ رَبّي لِأَقرَبَ مِن هـذا رَشَدًا ﴿٢٤﴾
وَلَبِثوا في كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنينَ وَازدادوا تِسعًا ﴿٢٥﴾ قُلِ اللَّـهُ أَعلَمُ بِما لَبِثوا لَهُ غَيبُ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَبصِر بِهِ وَأَسمِع
ما لَهُم مِن دونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا يُشرِكُ في قرارِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾)
صدق الله الهائل.
ما داع ورود رواية أصحاب الكهف ؟
حكاية أصحاب الكهف هي الحكاية التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم و داع النزول له دافع
فقد وردت الرواية نتيجة لسؤال كفار مكة الذين أرادوا أنْ يحرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم ويختبروه
فأرسلوا رجلين منهم هما: “النضر بن الحارث” و “عقبة بن والدي معيط” إلى أهل الكتاب في المدينة
ليسألوهم عن صدق رسول الله وما خبره عندهم، وما ورد عنه في كتبهم.
و قد كان يهود المدينة قبل البعثة يتوعدون الأوس والخزرج عباد الأصنام ببعثة النبي الحديث
يقولون: “لقد أطلَّ زمان نبي نتبعه ونقتلكم به قتل رجع وإرم”ولذا الداعِي رغب أهل مكة في سؤال يهود المدينة عن صدق رسول الله
فلما ذهب الرجلان إلى يهود المدينة تحدثوا: “إنْ أردتم علم صدق محمد فاسألوه عن ثلاثة أشياء
فإنْ أجابكم فهو صادق.
اسألوه: ما حكاية الأناس الذين ذهبوا في الزمن مذاهب عجيبة؟
وما حكاية الرجل الطواف الذي طاف الأرض شرقاً وغرباً؟ وما الروح؟”
وبالفعل ذهب الرجلان إلى رسول الله وسألاه تلك الأسئلة فقال صلى الله عليه وسلم:
“أخبركم بما سألتم عنه يوم غدً” وأتى غد وبعد غد ومرت خمسة عشر يوماً دون أنْ يوحى لرسول الله شيء من أمر تلك الأسئلة فشق هذا على
رسول الله وكبر في ذاته أن يمنح وعدا ولا ينجزه.
وقالوا: إن داع إبطاء الوحي على رسول الله في تلك المسألة أنه صرح: “أخبركم بما سألتم عنه يوم غدً”
ولم يقل: إن شاء الله
ولذلك خاطبه الله تبارك وتعالى بقوله: (وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ هذا غَداً إِلاَّ أَن يَشَآءَ الله..).
و أنزل الله سبحانه وتعالى تلك الآيات على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم موضحاً صدقه لهم ومخبرهم بقصة أصحاب الكهف
ومبيناً له صلى الله عليه وسلم ولقريشٍ بأنّ قصتهم ليست بالأمر الكبير في تمكُّن الله سبحانه وتعالى وآياته المعجزة.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى